للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن الصّحيح في المعنى والإِسناد ما ذكرناه" (١).

ب - أدلة نزوله من السنَّة المطهَّرة:

الأدلَّة من السنة على نزول عيسى -عليه السّلام- كثيرةٌ ومتواترةٌ، سبق ذكر بعضها، وسأذكر هنا بعضًا منها خشية الإِطالة:

١ - فمنها ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده؛ ليوشكَنَّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلًا، فيكسر الصلّيب، ويقتل الخنزير، ويضع الحرب، ويفيض المال حتّى لا يقبله أحدٌ، حتّى تكون السجدة الواحدة خيرًا من الدُّنيا وما فيها".

ثمَّ يقول أبو هريرة: "واقرؤوا إن شئتُم: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} " (٢).

ولهذا تفسيرٌ من أبي هريرة رضي الله عنه لهذه الآية بأن المراد بها أن مِن أهل الكتاب من سيؤمن بعيسى -عليه السّلام- قبل موته، وذلك عند نزوله آخر الزّمان؛ كما سبق بيانه.

٢ - وروى الشيخان أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "كيفَ أنتُم إذا أنزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟! " (٣).


(١) " النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ١٣٧).
(٢) "صحيح البخاريّ"، كتاب أحاديث الأنبياء، باب نزول عيسى بن مريم عليهما السّلام، (٦/ ٤٩٠ - ٤٩١ - مع الفتح) و"صحيح مسلم"، باب نزول عيسى بن مريم - صلّى الله عليه وسلم -، حاكما (٢/ ١٨٩ - ١٩١ - مع شرح النووي).
(٣) "صحيح البخاريّ"، كتاب أحاديث الأنبياء، باب نزول عيسى بن مريم عليهم =

<<  <   >  >>