للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مغربها، فيقفل باب التوبة، فلا ينفع الكافر إيمانه، ولا التائب توبته، ثمّ تظهر بعد ذلك الدَّابَّة، فتميِّز بين النَّاس، فيُعْرَف الكافر من المؤمّن؛ لأنّها تسم المؤمّن وتخطم الكافر؛ كما سيأتي ذكر ذلك، ثمّ يكون آخر ذلك ظهور النّار الّتي تحشر النَّاس.

وقد جريتُ في ذكرى لأشراط السّاعة الكبرى على لهذا التّرتيب الّذي ذكره الطيبي؛ لأنّه - في نظري - أقرب إلى الصواب، والله أعلم.

وقبل ذكري لهذه العلّامات العشر الكبرى تحدثتُ عن المهدي؛ لأنّ ظهوره يكون سابقًا لهذه العلّامات، فهو الّذي يجتمع عليه المؤمنون لقتال الدَّجَّال، ثمّ ينزل عيسى -عليه السّلام-، ويصلّي خلفه؛ كما سيأتي ذكر ذلك إن شاء الله تعالى.

* ثانيًا: تتابع ظهور الأشراط الكبرى:

إذا ظهر أول علامات السّاعة الكبرى، تتابعت الآيات كتتابع الخرز في النظام، يتبع بعضها بعضًا.

روى الطبراني في "الأوسط" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -؛ قال: "خروج الآيات بعضها على إثر بعض، يتتابعْنَ كما تتابع الخرز في النظام (١) " (٢).


(١) (النظام): العقد من الجوهر والخرز ونحوهما. و (سلكه): خيطه.
انظر: "النهاية في غريب الحديث" (٥/ ٧٩)، و"جامع الأصول" (١٠/ ٤١١).
(٢) قال الهيثمي: "رواه الطبراني في "الأوسط"، ورجاله رجال الصّحيح؛ غير عبد الله بن أحمد بن حنبل و داود الزهراني، وكلاهما ثقة". "مجمع الزوائد" (٧/ ٣٣١). =

<<  <   >  >>