للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبث العابثين، وتحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وهذا من حفظ الله لهذا الدين.

وإذا كان هناك روايات موضوعة في المهدي تعصّبًا؛ فإن ذلك لا يجعلنا نترك ما صحَّ من الروايات فيه، والروايات الصحيحة جاء فيها ذكر صفته واسمه واسم أبيه، فإذا عيّن إنسانٌ شخصًا، وزعم أنّه هو المهدي، دون أن يساعده على ذلك ما جاء من الأحاديث الصحيحة؛ فإن ذلك لا يؤدِّي إلى إنكار المهدي على ما جاء في الحديث.

ثمَّ إن المهدي الحقيقي لا يحتاج إلى أن يدعو له أحدٌ، بل يظهره الله للناس إذا شاء، ويعرفونه بعلامات تدلُّ عليه، وأمّا دعوى التعارض؛ فقد نشأت عن الروايات الّتي لم تصحّ، وأمّا الأحاديث الصحيحة؛ فلا تعارُض فيها ولله الحمد.

وأيضًا؛ فإن خلاف الشيعة مع أهل السنة لا يُعْتَدُّ به، والحكم العدل هو الكتاب والسُّنَّة الصحيحة، وأمّا خرافات الشيعة وأباطيلهم؛ فلا يجوز أن تكون عمدة يُرَدُّ بها ما ثبت من حديث رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -. قال العلَّامة ابن القيم في كلامه على المهدي: "وأمّا الرافضة الإِمامية؛ فلهم قولٌ رابعٌ، وهو أن المهدي هو محمَّد بن الحسن العسكري (١) المنتظر، من ولد الحسين بن علي، لا من ولد الحسن،


(١) ولد سنة (٢٥٦ هـ)، وتوفي سنة (٢٧٥ هـ) على القول بوجوده، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنّه لم يوجد.
انظر: "منهاج السنة (٢/ ١٣١)، و"الأعلام" للزركلي (٦/ ٨٠).

<<  <   >  >>