للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المهدي، الّذي يؤيِّد الله به الدين، وينشر العدل في العالمين" (١).

ويجاب عما قاله الشّيخ رشيد رضا بأن الروايات في خروج المهدي صحيحة ومتواترة تواترًا معنويًا؛ كما سبق أن ذكرت طائفة من هذه الأحاديث، ومَن نصَّ من العلماء على صحَّتها وتواترها.

وأمّا دعوى أن الشيخين لم يعتدّا بشيء من الأحاديث في المهدي؛ فنقول: إن السنة كلها لم تدوَّن في الصحيحين فقط، بل ورد في غيرهما أحاديث كثيرة صحيحة في السنن والمسانيد والمعاجم وغيرها من دواوين الحديث.

قال ابن كثير رحمه الله: "إن البخاريّ ومسلمًا لم يلتزما بإخراج جميع ما يُحْكَم بصحَّته من الأحاديث، فإنهما قد صحَّحا أحاديث ليست في كتابيهما؛ كما ينقل التّرمذيّ وغيره عن البخاريّ تصحيح أحاديث ليست عنده، بل في السنن وغيرها" (٢).

وأمّا كون الأحاديث قد دخلها كثيرٌ من الإسرائيليات، وأن بعضها من وضع الشيعة وغيرهم من أهل العصبيات؛ فهذا صحيح، ولكن أئمة الحديث قد بيَّنوا الصّحيح من غيره، وصنَّفوا الكَتب في الموضوعات، وبيان الروايات الضعيفة، ووضعوا قواعد دقيقة في الحكم على الرجال، حتّى لم يبق صاحب بدعة أو كذب إِلَّا وأظهروا أمره، فحفظ الله السنة من


(١) انظر: "تفسير المنار" (٩/ ٥٠١ - ٥٠٤).
(٢) "الباعث الحثيث/ شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير" (ص ٢٥)، تأليف: أحمد شاكر، طبع دار الكتب العلمية.

<<  <   >  >>