للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحرة) مع خبر حسان بن عبد الرّحمن؛ لأنَّ فتح أصبهان كان في خلافة عمر؛ كما أخرجه أبو نعيم في "تاريخها"، وبين قتل عمر ووقعة الحرَّة نحو أربعين سنة.

ويمكن الحمل على أن القصة إنّما شاهدها والد حسان بعد فتح أصبهان بهذه المدة، ويكون جواب (لما) في قوله: "لما افتتحنا أصبهان" محذوفًا تقديره: صرتُ أتعاهدها، وأتردَّد إليها، فجرت قصة ابن صياد، فلا يتَّحد زمان فتحها وزمان دخولها ابن صياد" (١).

وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن "أمر ابن صياد قد أشكل على بعض الصّحابة، فظنُّوه الدَّجّال، وتوقَّف فيه النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - حتّى تبيَّن له فيما بعد أنّه ليس هو الدَّجّال، وإنّما هو من جنس الكهَّان أصحاب الأحوال الشيطانية، ولذلك كان يذهب ليختبره" (٢).

وقال ابن كثير: "والمقصود أن ابن صياد ليس بالدَّجّال الّذي يخرج في آخر الزّمان قطعًا؛ لحديث فاطمة بنت قيس الفهرية، وهو فيصل في هذا المقام" (٣).

هذه هي طائفة من أقوال العلماء في ابن صيَّاد، وهي -كما ترى- متضاربة في شأن ابن صياد، ومع كلّ دليلُه.


(١) "فتح الباري" (١٣/ ٣٢٨).
(٢) انظر: "الفرقان بين أولياء الرّحمن وأولياء الشيطان" (ص ٧٧)، الطبعة الثّانية، عام ١٣٧٥ هـ في مطابع الرياض.
(٣) "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ٧٠)، تحقيق د. طه زيني.

<<  <   >  >>