للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنّه أسلم، ودخل المدينة، ومات.

وقد تقدَّم أنّه صحَّ عن جابر رضي الله عنه أنّه قال: "فقدنا ابن صياد يوم الحرة" (١).

وقال ابن حجر: "أخرج أبو نُعيم الأصبهاني (٢) في "تاريخ أصبهان" (٣) ما يؤيِّد كون ابن صياد هو الدّجَّال، فساق من طريق شبيل بن عرزة عن حسان بن عبد الرّحمن عن أبيه؛ قال: لما افتتحنا أصبهان؛ كان بين عسكرنا وبين اليهودية فرسخ، فكنا نأتيها فنختار منها، فأتيتها يومًا، فإذا اليهود يزفنون ويضربون، فسألت صديقًا لي منهم؟ فقال: ملكنا الّذي نستفتح به على العرب يدخل، فبتُّ عنده على سطحٍ، فصلّيتُ الغداة، فلما طلعت الشّمس؛ إذا الرهج من قبل العسكر، فنظرتُ، فإذا رجلٌ عليه قبة من ريحان، واليهود يزفنون ويضربون، فنظرتُ، فإذا هو ابن صياد، فدخل المدينة فلم يعد حتّى السّاعة" (٤).

قال ابن حجر: "ولا يلتئم خبر جابر هذا (أي: فقدهم لابن صياد يوم


(١) تقدّم تخريجه.
(٢) هو الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصبهاني، صاحب المصنفات الكبار؛ كـ "حلية الأولياء" وغيرها، كان من الثقات، ولد ومات في أصبهان سنة (٤٣٠ هـ) رحمه الله.
انظر: "شذرات الذهب" (٣/ ٢٤٥)، و"الأعلام" (١/ ١٥٧).
(٣) ذكر أخبار أصبهان" (ص ٢٨٧ - ٢٨٨) لأبي نُعيم، طبع في مدينة ليدن بمطبعة بريل، (١٩٣٤ م).
(٤) "فتح الباري" (٣/ ٣٢٧ - ٣٢٨)، قال ابن حجر: "عبد الرّحمن بن حسان ما عرفته والباقون ثقات".

<<  <   >  >>