للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتب السنة؛ كـ "الصحيحين"، وغيرهما، وليس في أحاديث ابن صيَّاد مخالفة لروح الحديث ولباب الحق، فابن صيَّاد -كما سبق- اشتبه أمره على المسلمين، وكان دجَّالًا من الدَّجاجلة، أظهر الله كذبه وباطله للرسول - صلّى الله عليه وسلم - والمسلمين.

وأبو عبيَّة متناقض في كلامه، فنجده في بعض تعليقاته على أحاديث ابن صياد يقول: "والحق أن ابن صياد قال كلمة بتراء لا معنى لها، على عادة الكهَّان، وأنّه لم يكن يعني شيئًا بكلمته، فهو مشعوذٌ أفّاك" (١).

فكلامه هنا فيه اعترافٌ بأن ابن صياد مشعوذٌ أفّاك! فكيف يكون في وقت خرافة وفي وقت آخر رجلٌ مشعوذ؟!

لا شك أن أبا عبية متناقض في كلامه.

والمتتبِّع لتعليقات الشّيخ أبي عبيَّة على كتاب "النهاية/ الفتن والملاحم" للحافظ ابن كثير يرى العجب، فقد أطلق أبو عبيَّة لعقله العنان فيما أورده ابن كثير من الأحاديث، فما رآه هو وقَبِلَه؛ فهو الحق، وما سوى. ذلك؛ أوَّله بتأويلات مخالفة لظاهر الأحاديث، أو حكم على الأحاديث الصحيحة بالوضع؛ بدون دليل ولا برهان على صحيح.

يقول أبو عبيَّة على أحاديث ابن صيّاد: "هل الطفل مكلَّف؟ وهل يبلغ اهتمام الرسول بهذا المزعوم أن يقف إليه ويسأله هذا السؤال؟ وهل من المعقول أن ينتظر حتّى يتلقى جوابه؟ وهل من المقبول أن يسمح له بهذا الجواب الكافر المدَّعي للنبُوَّة والرسالة؟ وهل يبعث الله أطفالًا؟ أسئلة


(١) "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ٨٨).

<<  <   >  >>