للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن ثوبان رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "لا تقوم السّاعة حتّى تلحق قبائل من أمَّتي بالمشركين، وحتى يعبدوا الأوثان، وإنه سيكون في أمَّتي ثلاثون كذَّابون، كلهم يزعم أنّه نبيٌّ، وأنا خاتم النبيِّين، لا نبيَّ بعدي" (١).

والأحاديث في ظهور هؤلاء الدَّجاجلة كثيرة، وفي بعضها وقع أنّهم ثلاثون بالجزم؛ كما في حديث ثوبان، وفي بعضها أنّهم قريبٌ من الثلاثين؛ كما في حديث "الصحيحين"، ولعلّ رواية ثوبان على طريقة جبر الكسر (٢).

وممَّن ظهر من هؤلاء الثلاثين مسيلمة الكذَّاب، فادَّعى النبوَّة في آخر زمن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -، وكاتَبَهُ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -، وسماه مسيلمة الكذاب، وقد كثر أتباعه، وعَظُم شرُه على المسلمين، حتّى قضى عليه الصّحابة في عهد أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه، في معركة اليمامة المشهورة.

وظهر كذلك الأسود العَنَسي في اليمن، وادَّعى النبوَّة، فقتله الصّحابة قبل موت النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -.


= الفتح)، و"صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، (١٨/ ٤٥ - ٤٦ - مع شرح النووي).
(١) "سنن أبي دواد" (١١/ ٣٢٤ - مع عون المعبود)، و"التّرمذيّ" (٦/ ٤٦٦ - مع تحفة الأحوذي)، وقال: "هذا حديث صحيح".
وقال الألباني: "صحيح". انظر: "صحيح الجامع الصغير" (٦/ ١٧٤) (ح ٧٢٩٥).
(٢) انظر: "فتح الباري" (١٣/ ٨٧).

<<  <   >  >>