للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقاتِلوا قومًا نعالِهُم الشعر، وحتى تقاتِلوا الترك صغار الأعين، حمر الوجوه. ذُلْفَ الأنوف (١)، كأن وجوههم المَجانَّ المطْرَقَة" (٢).

وعن عمرو بن تغلب؛ قال: سمعتُ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول: "مِن أشراط السّاعة أن تقاتِلوا قومًا عِراض الوجوه، كأن وجوهَهُم المَجانُّ المطْرَقة" (٣).

وقد قاتل المسلمون الترك من عصر الصّحابة رضي الله عنهم، وذلك في أول خلافة بني أمية، في عهد معاوية رضي الله عنه.

روى أبو يعلى عن معاوية بن خُديج؛ قال: كنتُ عند معاوية بن أبي سفيان حين جاءه كتابٌ من عامله يخبره أنّه وقع بالتُّرك وهزمهم، وكثرة من قتل منهم، وكثرة من غنم، فغضب معاوية من ذلك، ثمّ أمر أن يكتب إليه: قد فهمتُ ممّا قلتَ ما قتلتَ وغنمتَ، فلا أعلمنَّ ماعدتَ لشيءٍ من ذلك ولا قاتلتَهُم حتّى يأتيك أمري. قلتُ: لم يا أمير المؤمنين؟ قال: سمعتُ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول:

"لتظهَرَنَّ التُّركُ على العربِ حتّى تُلْحِقَها بمَنابِتِ الشِّيحِ (٤)


(١) (ذلف الأنوف): الذلف بالتحريك: قصر الأنف وانبطاحه، وقيل: ارتفاع طرفه مع صغر أرنبته. و (الذلف): بسكون اللام، جمع أذلف؛ كأحمر وحمر.
انظر: "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ١٦٥).
(٢) "صحيح البخاريّ"، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، (٦/ ٦٠٤ - مع الفتح).
(٣) "مسند أحمد" (٥/ ٧٠ - بهامشه منتخب الكنز) واللفظ له، و"صحيح البخاريّ"، كتاب الجهاد، باب قتال الترك، (٦/ ١٠٤ - مع الفتح).
(٤) (الشيح): بالكسر، ثمّ السكون، وحاء مهملة: نبتٌ له رائحة عطرة، وهي الّتي =

<<  <   >  >>