للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صدقة بن خالد (ثمّ ساق السند إلى أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أنّه سمع النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - يقول): "ليكوننَّ من أُمَّتي أقوامٌ يستحلُّون الحِرَ والحريرَ والخمرَ والمعازفَ، ولينزلنَّ أقوامٌ إلى جنب عَلَمٍ يروح عليهم بسارحةٍ لهم، يأتيهم- يعني: الفقير- لحاجةٍ، فيقولوا: ارجع إلينا غدًا، فيُبَيِّتُهُم الله، ويضع العَلَم، ويمسخُ آخرين قردةً وخنازير إلى يوم القيامة" (١).

وقد زعم ابن حزم (٢) أن هذا الحديث منقطعٌ لم يتَّصل ما بين البُخاري وصدقة بن خالد (٣)، ورد عليه العلّاَّمة ابن القيم، وبيَّن أن ما قاله ابن حزم باطلٌ من ستَّة وجوه (٤):

١ - أن البخاريّ قد لقي هشام بن عمَّار، وسمع منه، فإذا روى عنه معنعنًا؛ حُمِلَ على الاتصال اتفاقًا؛ لحصول المعاصرة والسماع، فإذا قال: "قال هشامٌ"؛ لم يكن فرقٌ بينَه وبين قوله: "عن هشامٍ" أصلًا.


(١) "صحيح البخاريّ"، كتاب الأشربة، باب ما جاء فيمن يستحل الخّمْرِ ويسميه بغير اسمه، (١٠/ ٥١ - مع الفتح).
(٢) هو العلّامة الحافظ أبو محمّد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي، من أئمة الظاهرية، وكان من أشد النَّاس تأويلًا في باب الأصول وآيات الصفات وأحاديثها، وله مصنفات كثيرة في المذاهب والملل والنحل والفقه وأصوله وفي السير والأخبار، توفي سنة (٤٥٦ هـ) رحمه الله.
انظر ترجمته في: "البداية والنهاية" (١٢/ ٩١ - ٩٢) لابن كثير، و "شذرات الذهب في أخبار مَنْ ذهب" (٣/ ٢٢٩ - ٣٠٠).
(٣) انظر: "المحلى" لابن حزم (٩/ ٥٩) بتحقيق أحمد شاكر، منشورات المكتب التجاري للطباعة والنشر، بيروت.
(٤) انظر: "تهذيب السنن" (٥/ ٢٧٠ - ٢٧٢).

<<  <   >  >>