للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي رواية لمسلم: "إذا ولدتِ الأمة ربَّها" (١).

وقد اختلف العلماء في معنى هذه العلّامة على عدة أقوال، ذكر الحافظ ابن حجر منها أربعه أقوال:

١ - قال الخطَّابي: "معناه اتِّساع الإِسلام، واستيلاء أهله على بلاد الشرك، وسبي ذراريهم، فإذا ملك الرجل الجارية، وأستولدها؛ كان الولد منها بمنزلة ربَّها؛ لأنّه ولد سيدها" (٢).

وذكر النووي أن لهذا القول قول الأكثرين من العلماء (٣).

قال ابن حجر: "لكن في كونه المراد نظر (٤)؛ لأنّ استيلاد الإِماء كان موجودًا حين المقالة، والاستيلاء على بلاد الشرك وسبي ذراريهم واتِّخاذهم سراري وقع أكثره في صدر الإِسلام، وسياق الكلام يقتضي الإِشارة إلى وقوع ما لم يقع ممّا سيقع قرب قيام السّاعة" (٥).

٢ - أن تبيع السادة أمَّهات أولادهم، ويكثر ذلك، فيتداول الملاك المستولَدَة حتّى يشتريها أولادُها ولا يشعر بذلك.

٣ - أن تلد الأمة حرًّا من غير سيِّدها بوطء شبهة، أو رقيقًا بنكاح أو


(١) "صحيح مسلم"، الكتاب والباب السابقان، (١/ ١٦٣ - مع شرح النووي).
(٢) "معالم السنن على مختصر سنن أبي داود" (٧/ ٦٧)، وهذا النص في "فتح الباري" (١/ ١٢٢).
(٣) "شرح النووي لمسلم" (١/ ١٥٨).
(٤) واستبعد هذا القول أيضًا الحافظ ابن كثير.
انظر: "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ١٧٧ - ١٧٨).
(٥) "فتح الباري" (١/ ١٢٢).

<<  <   >  >>