للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يفتنونكم" (١).

وروى مسلمٌ عن عامر بن عبدة؛ قال: قال عبد الله (٢): "إن الشيطان ليتمثَّلُ في سورة الرَّجل، فيأتي القوم، فيحدِّثُهم بالحديث من الكذب، فيتفرَّقون، فقول الرَّجل منهم: سمعتُ رجلًا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدِّثُ" (٣).

وعند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ قال: "إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان، يوشك أن تخرُجَ، فتقرأ على النَّاس قرآنًا" (٤).

قال النووي: "معناه: تقرأ شيئًا ليس بقرآن، وتقول إنّه قران؛ لتغرَّ به عوامَّ النَّاس، فلا يغترُّون" (٥).

وما أكثر الأحاديث الغريبة في هذا الزّمان، فقد أصبح بعض النَّاس لا يتورع عن كثرة الكذب ونقل الأقوال بدون تثبُّت من صحَّتها، وفي هذا إضلالٌ للناس، وفتنةٌ لهُم، ولهذا حذَّر النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - من تصديقهم، وقد جعل


(١) "المرجع السابق" (١/ ٧٨ - ٧٩ - نووي).
(٢) هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، والراوي عنه عامر بن عبده البجلي الكوفي، أبو إياس، تابعي، ثقة، وقد أشار ابن حجر إلى هذه الرِّواية في كتابه "تهذيب التهذيب" (٥/ ٧٨ - ٧٩)، وذكر أنّها من رواية عامر بن عبدة عن عبد الله بن مسعود.
(٣) "صحيح مسلم"، المقدِّمة، (١/ ٧٩ - مع شرح النووي).
(٤) "صحيح مسلم"، المقدِّمة، باب النّهي عن الرِّواية عن الضعفاء، (١/ ٧٩ - ٨٠ - مع شرط النووي).
(٥) "شرح النووي لمسلم" (١/ ٨٠).

<<  <   >  >>