للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث): لا أعلمه إِلَّا قال:- الّذي في البحر، ثمّ يقولوا الثّانية: لا إله إِلَّا الله والله أكبر؛ فيسقط جانبها الآخر، ثمّ يقولوا: لا إله إِلَّا الله والله أكبرة فيفرج لهم، فيدخلوها، فيغنموا، فبينما هم يقتسمون الغنائم، إذ جاءهم الصريخ، فقال: إن الدَّجَّال قد خرج، فيتركون كلّ شيء ويرجعون" (١).

وقد أشكل قوله في هذا الحديث: "يغزوها سبعون ألفًا من بني إسحاق"، والروم من بني إسحاق؛ لأنّهم من سلالة العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهما السّلام (٢)، فكيف يكون فتح القسطنطينية على أيديهم؟!

قال القاضي عياض: "كذا هو في جميع أصول"صحيح مسلم": من بني إسحاق".

ثمّ قال: "قال بعضهم: المعروف المحفوظ: "من بني إسماعيل"، وهو الّذي يدلُّ عليه الحديث وسياقه؛ لأنّه إنّما أراد العرب" (٣).

وذهب الحافظ ابن كثير إلى أن هذا الحديث "يدلُّ على أن الروم يسلِمون في آخر الزّمان، ولعلَّ فتح القسطنطينية يكون على أيدي طائفة منهم؛ كما نطق به الحديث المتقدَّم؛ أنّه يغزوها سبعون ألفًا من بني


(١) "صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، (١٨/ ٤٣ - ٤٤ - مع شرح النووي).
(٢) انظز: "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ٥٨)، تحقيق د. طه زيني.
(٣) "شرح النووي لمسلم" (١٨/ ٤٣ - ٤٤).

<<  <   >  >>