للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن كثير: "والمقصود أن المدينة تكون باقيةً عامرةً أيّام الدجَّال، ثمّ تكون كذلك في زمان عيسى بن مريم رسول الله عليه الصّلاة والسلام، حتّى تكون وفاته بها، ودفنه بها، ثمّ تخرب بعد ذلك" (١).

ثمّ ذكر حديث جابر رضي الله عنه؛ قال: أخبرني عمر بن الخطّاب؛ قال: سمعتُ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول: "ليسيرنَّ الراكِبُ بجَنَبات المدينة، ثمّ ليقولنَّ: لقد كان في هذا حاضرٌ من المسلمين كثيرٌ".

رواه الإِمام أحمد (٢).

وقال الحافظ ابن حجر: "روى عمر بن شبَّة بإسناد صحيح عن عوف بن مالك؛ قال: دخل رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - المسجد، ثمّ نظر إلينا، فقال: (أمّا واللهِ لَيَدَعَنَّها أهلُها مذلَّلة أربعين عامًا للعوافي، أتدرون ما العوافي؟ الطير والسباع) ".

ثمّ قال ابن حجر: "ولهذا لم يقطع قطعًا" (٣).

فدلَّ هذا على أن خروج النَّاس من المدينة بالكلِّيَّة يكون في آخر الزّمان، بعد خروج الدَّجَّال، ونزول عيسى بن مريم -عليه السّلام-، ويحتمل أن يكون ذلك عند خروج النّار الّتي تَحْشرُ النَّاس، وهي آخر أشراط السّاعة، وأول العلّامات الدالَّة على قيام السّاعة، فليس بعدها إِلَّا السّاعة.


(١) "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ١٥٨)، تحقيق د. طه الزيني.
(٢) "مسند الإِمام أحمد" (١/ ١٢٤) (ح ١٢٤) شرح وتعليق أحمد شاكر، وقال: "إسناده صحيح".
(٣) "فتح البارىِ" (٤/ ٩٠).

<<  <   >  >>