للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: الله، الله، ولذلك لا يُعَمَّرُ البيتُ بعد هدمه أبدًا؛ كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة.

روى الإِمام أحمد بسنده عن سعيد بن سمعان؛ قال: سمعتُ أبا هريرة يخبر أبا قَتادة أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال: "يبايَع لرجل ما بين الركن والمقام، ولن يستحلَّ البيتَ إِلَّا أهله، فإذا استحلُّوه؛ فلا يُسأل عن هلكة العرب، ثمّ تأتي الحبشة، فيخربونه خرابًا لا يعمَّرُ بعده أبدًا، وهم الذين يستخرجون كنزه" (١).

وعن عبد الله بن عمر؛ قال: سمعتُ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول: "يُخْرِبُ الكعبَةَ ذو السويقتين (٢) من الحبشة، ويسلبها حليتها، ويجرِّدها من كسوتها، ولكأني أنظر إليه: أُصيلع (٣)، أُفيدع (٤)، يضرب عليها بمسحاته


(١) "مسند الإِمام أحمد" (١٥/ ٣٥)، شرح وتعليق أحمد شاكر، وقال: "إسناده صحيح".
وقال ابن كثير: "لهذا إسناد جيد قوي". انظر: "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ١٥٦)، تحقيق د. طه زيني.
وقال الألباني: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجل الصحيحين؛ غير سعيد بن سمعان، وهو ثقة". انظر: "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (م ٢/ ١٢٠) (ح ٥٧٩).
(٢) (السويقتين): السويقة: تصغير الساق، وهي مؤنثة، فلذلك ظهرت التاء في تصغيرها، وإنّما صغر الساق؛ لأنّ الغالب على سوق الحبشة الدقة والحموشة.
"النهاية في غريب الحديث والأثر" (٢/ ٤٢٣).
(٣) (أصيلع): تصغير أصلع، وهو الّذي انحسر الشعر عن رأسه.
انظر: "النهاية" لابن الأثير (٣/ ٤٧).
(٤) (أفيدع): تصغير أفدع، والفدع بالتحريك زيغ بين القدم وبين عظم الساق، =

<<  <   >  >>