للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ضحىً، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها؛ فالأخرى على إثرها قريبًا".

هذا لفظ مسلم.

وزاد الإِمام أحمد في روايته: "قال عبد الله - وكان يقرأُ الكتب -: وأظنُّ أولاها خروجًا طلوع الشّمس من مغربها" (١).

نعم؛ جمع الحافظ ابن حجر بين أوَّليَّة الدَّجال وأوَّلية طلوع الشّمس من مغربها، فقال: "الّذي يترجَّحُ من مجموع الأخبار أن خروج الدَّجَّال أول الآيات العظام المؤذِنَة بتغير الأحوال العامَّة في معظم الأرض، وينتهي ذلك بموت عيسى -عليه السّلام-، وأن طلوع الشّمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذِنة بتغيُّر أحوال العالم العلّوي، وينتهي ذلك بقيام السّاعة، ولعلّ خروج الدَّابَّة يقع في ذلك اليوم الّذي تطلع فيه الشّمس من المغرب".

ثمّ قال: "والحكمة في ذلك أنّه عند طلوع الشّمس من المغرب يُغْلَق باب التوبة، فتخرج الدَّابَّة؛ تُمَيِّزُ المؤمّن من الكافر؛ تكميلًا للمقصود من إغلاق باب التوبة، وأول الآيات المؤذِنَة بقيام السّاعة النّار الّتي تحشُرَ النَّاس" (٢).

ويرى الحافظ ابن كثير أن خروج الدَّابَّة هو أول الآيات الأرضية الّتي


(١) "مسند أحمد" (١١/ ١١٠ - ١١١) (ح٦٨٨١)، تحقيق احمد شاكر، و "صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، باب: ذكر الدَّجال، (١٨/ ٧٧ - ٧٨ - مع شرح النووي).
(٢) "فتح الباريَ" (١١/ ٣٥٣).

<<  <   >  >>