للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن كثير رحمه الله: "والمراد بالكنز المذكور في هذا السياق كنز الكعبة، يقتتل عنده ليأخذوه ثلاثة من أولاد الخلفاء، حتّى يكون آخر الزّمان، فيخرج المهدي، ويكون ظهوره من بلاد المشرق، لا من سرداب سامرا؛ كما يزعمه جَهَلة الرافضة من أنّه موجودٌ فيه الآن، وهم ينتظرون خروجه في آخر الزّمان، فإن هذا نوعٌ من الهَذَيان، وقسط كبيرٌ من الخذلان، شديدٌ من الشيطان، إذ لا دليل على ذلك، ولا برهان؛ لا من كتاب، ولا سنة، ولا معقول صحيح، ولا استحسان".

وقال أيضًا: "ويؤيَّد بناس من أهل المشرق ينصرونه، ويقيمون سلطانه، ويشيدون أركانه، وتكون راياتهم سودّ أيضًا، وهو زيّ عليه الوَقار؛ لأنّ راية رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - كانت سوداء يقال لها: العقاب".

إلى أن قال: "والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزّمان يكون أصل ظهوره وخروجه من ناحية المشرق، ويبايَع له عند البيت؛ كما دلّ على ذلك بعض الأحاديث" (١).


= ولا ما يصلح أن يكون شاهدا لها، فهي منكرة ... ومن نكارتها أنّه لا يجوز في الشّرع أن يقال: خليفة الله. لما فيه من إيهام ما لا يليق بالله تعالى من النقص والعجز".
ثمّ نقل عن "الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كلامًا يردُّ فيه على من قال: إن الخليفة هو الخليفة عن الله؛ لأنّ الله تعالى لا يجوز له خليفة، فهو الحي الشهيد المهيمن القيوم الرقيب الحفيظ الغني عن العالمين، وإن الخليفة إنّما يكون عند عدم المستخلف بموت أو غيبة، والله منَّزه عن ذلك.
انظر: "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة"، المجلد الأوّل، (ص ١١٩ - ١٢١) (ح ٨٥).
(١) "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ٢٩ - ٣٠).

<<  <   >  >>