للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العلّاء (١): أتريان أنّه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا" (٢).

فهذه الأحاديث الّتي وردت في الصحيحين تدل على أمرين:

أحدهما: أنّه عند نزول عيسى بن مريم عليه الصّلاة والسلام من السَّماء يكون المتولِّي لإِمرة المسلمين رجلا منهم.

والثّاني: أن حضور أميرهم للصلاة، وصلاته بالمسلمين، وطلبه من عيسى -عليه السّلام- عند نزوله أن يتقدَّم ليصلّي لهم يدلُّ على صلاح في هذا الأمير وهُدى، وهي وإن لم يكن فيها التَّصريح بلفظ: (المهدي)؛ إِلَّا أنّها تدلُّ على صفات رجل صالح، يؤمُّ المسلمين في ذلك الوقت، وقد جاءت الأحاديث في السنن والمسانيد وغيرها مفسِّرةً لهذه الأحاديث الّتي في الصحيحين، ودالةً على أن ذلك الرَّجل الصالح يسمَّى: محمَّدَ بنَ عبد اللهِ، ويُقالُ له: المهدي، والسُّنَّة يفسِّر بعضها بعضًا.

ومن الأحاديث الدّالَّة على ذلك الحديث الّذي رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" عن جابر رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "ينزل عيسى بن مريم، فيقول أميرُهم المهدي ... " (٣).


(١) هو يزيد بن عبد الله بن الشخير العامري، تابعي، ثقة، روى عن جماعة من الصّحابة، وتوفي سنة (١٠٨ هـ)، رحمه الله. انظر: "تهذيب التهذيب" (١١/ ٣٤١).
(٢) "صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط والساعة، (١٨/ ٣٨ - ٣٩ - مع شرح النووي)، ورواه البغوي في "شرح السنة" تحت باب المهدي، (١٥/ ٨٦ - ٨٧)، تحقيق شعيب الأرناؤوط.
قال البغوي: "هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم".
(٣) سبق بذكره وتخريجه.

<<  <   >  >>