للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩ - وفي حديث عمران بن حُصين رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول: "ما بين خلق آدم إلى قيام السّاعة خلقٌ أكبر من الدَّجّال" (١).

١٠ - وأمّا أن الدَّجّال لا يولد له؛ فلما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قصته مع ابن صياد، فقد قال لأبي سعيد: "ألستَ سمعتَ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول: إنّه لا يولد له؟ قال: قلتُ: بلى" (٢).

والملاحظ في الروايات السابقة أن في بعضها وصفُ عينه اليمنى بالعور، وفي بعضها وصف عينه اليسرى بالعور، وكل الروايات صحيحة، وهذا فيه إشكال.

فذهب الحافظ ابن حجر إلى أن حديث ابن عمر الوارد في الصحيحين والذي جاء فيه وصف عينه اليمنى بالعور أرجح من رواية مسلم الّتي جاء فيها وصف عينه اليسرى بالعور؛ لأنَّ المتَّفق على صحَّته أقوى من غيره (٣).

وذهب القاضي عياض إلى أن عيني الدَّجّال كلتيهما معيبة؛ لأنَّ الروايات كلها صحيحة، وتكون العين المطموسة والممسوحة هي العوراء الطافئة- بالهمز-؛ أي: الّتي ذهب ضوؤها، وهي العين اليمنى؛ كما في


(١) "صحيح مسلم"، كتاب الفتن، باب في بقية من أحاديث الدجال، (١٨/ ٨٦ - ٨٧ - مع شرح النووي).
(٢) "صحيح مسلم"، كتاب الفتن، باب ذكر ابن صياد، (١٨/ ٥٠ - مع شرح النووي).
(٣) انظر: "فتح الباري" (١٣/ ٩٧).

<<  <   >  >>