للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليَّ ما كرهت" (١).

وهناك بعض الروايات الّتي جاءت في شأن ابن صيَّاد، تركتُ ذكرها هنا خشية الإِطالة، ولأن بعض المحقِّقين كابن كثير وابن حجر وغيرهما ردُّوها لضعف أسانيدها (٢).

وقد التبس على العلماء ما جاء في ابن صيَّاد، وأشكل عليهم أمره: فمن قائل: إنّه الدَّجَّال. ويحتج على ذلك بما سبق ذكره من حلف بعض الصّحابة رضي الله عنهم على أنّه الدَّجَّال، وبما كان من أمره مع ابن عمر وأبي سعيد رضي الله عنهم.

وذهب بعض العلماء إلى أن ابن صياد ليس هو الدجَّال، ويحتج على ذلك بحديث تميم الدّاري رضي الله عنه، وقبل أن أسوق أقوال الفريقين أذكر حديث تميم بطوله:

روى الإِمام مسلم بسنده إلى عامر بن شراحيل الشّعبيّ (٣) - شعب


(١) "صحيح مسلم" (١٨/ ٥١ - مع شرح النووي).
(٢) انظر: "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ١٢٧)، تحقيق د. طه زيني، و"فتح الباري" (١٣/ ٣٢٦).
(٣) هو الإِمام الحافظ عامر بن شراحيل، وقيل: عامر بن عبد الله بن شراحيل الشّعبيّ الحميري، ولد لست سنين خلت من خلافة عمر، وروى عن كثير من الصّحابة، وكان يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء ولا حدثني رجل بحديث إِلَّا حفظته، توفي بعد المئة وله من العمر تسعون سنة، رحمه الله.
انظر: "تهذيب الكمال" للمزي (٢/ ٦٤٣)، و"تهذيب التهذيب" (٥/ ٦٥ - ٦٩)

<<  <   >  >>