للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لي في الخروج فأخرج، فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إِلَّا هبطتها في أربعين ليلة؛ غير مكّة وطيبة، فهما محرَّمتان عليَّ كلتاهما، كلما أردتُ أن أدخل واحدة -أو واحدًا- منهما؛ استقبلني ملكٌ بيده السيف صلتًا يصدُّني عنها، وإن على كلّ نَقْب (١) منها ملائكة يحرسونها".

قالت: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -وطعن بمخصرته (٢) في المنبر-: "هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة -يعني: المدينة-. ألَّا هل كنت حدَّثتكم ذلك؟ ". فقال النَّاس: نعم. "فإنّه أعجبني حديث تميم أنّه وافقال في كنتُ أحدِّثكم عنه، وعن المدينة ومكة، ألَّا إنّه في بحر الشّام، أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو، من قبل المشرق ما هو، من قبل المشرق ما هو (وأومأ بيده إلى المشرق) ".

قالت: فحفظتُ لهذا من رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - (٣).

قال ابن حجر: "وقد توهَّم بعضُهم أنّه -أي: حديث فاطمة بنت قيس- غريب فرد، وليس كذلك، فقد رواه مع فاطمة بنت قيس: أبو هريرة، وعائشة، وجابر" (٤)؛ رضي الله عنهم.


(١) (نقب): هو الطريق بين الجبلين.
انظر: "النهاية في غريب الحديث" (٥/ ١٠٢).
(٢) (المخصرة): هي ما يختصره الإنسان بيده، فيمسكه من عصا أو عكازة أو مقرعة أو قضيب، وقد يتكىء عليه.
انظر: "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٣٦).
(٣) "صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، باب ذكر ابن صياد، (١٨/ ٧٨ - ٨٣ - مع شرح النووي).
(٤) "فتح الباري" (١٣/ ٣٢٨). =

<<  <   >  >>