للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلك الطائفة.

قال ابن كثير: "هذا هو الأشهر في موضع نزوله أنّه على المنارة البيضاء الشرقية بدمشق، وقد رأيت في بعض الكتب أنّه ينزل على المنارة البيضاء شرقي جامع دمشق، فلعلّ هذا هو المحفوظ ... وليس بدمشق منارة تعرف بالشرقية سوى الّتي إلى جانب الجامع الأموي بدمشق من شرقيه، وهذا هو الإنسب والأبيق؛ لأنّه ينزل وقد أُقيمت الصّلاة، فيقول له إمام المسلمين: يا روح الله! تقدَّم. فيقول: تقدَّم أنت؛ فإنّه أُقيمت لك. وفي رواية: بعضكم على بعض أمراء؛ تكرمة الله هذه الأمة (١) " (٢).

وذكر ابن كثير أنّه في زمنه سنة إحدى وأربعين وسبع مئة جدَّد المسلمون منارة من حجارة بيض، وكان بناؤها من أموال النصارى الّذي حرقوا المنارة الّتي كانت مكأنّها، ولعلَّ هذا يكون من دلائل النبوَّة الظاهرة، حيث قيَّض الله بناء هذه المنارة من أموال النصارى، لينزل عيسى بن مريم عليها، فيقتل الخنزير، ويكسر الصلّيب، ولا يقبل منهم جزية، ولكن من أسلم وإلا قُتِل، وكذلك غيرهم من الكفار (٣).

ففي حديث النواس بن سمعان الطويل في ذكر خروج الدَّجَّال ثمَّ نزول عيسى -عليه السّلام- قال - صلّى الله عليه وسلم -: "إذا بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين، واضعًا كفيه على أجنحة


(١) "صحيح مسلم"، كتاب الإِيمان، باب بيان نزول عيسى بن مريم حاكمًا بشريعة نبيّنا محمّد - صلّى الله عليه وسلم -، (٢/ ١٩٣ - ١٩٤ - مع شرح النووي).
(٢) "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ١٤٤ - ١٤٥)، تحقيق د. طه زيني.
(٣) انظر "النهاية/ الفتن والملاحم" (١/ ١٤٥).

<<  <   >  >>