للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونزول عيسى -عليه السّلام- متواترة، يجب الإِيمان بها، ولا تغترً بمن يدَّعي فيها أنّها أحاديث آحاد؛ فإنهم جُهَّال بهذا العلم، وليس فيهم مَنْ تتبَّعَ طرقها، ولو فعل؛ لوجدها متواترة؛ كما شهد بذلك أئمة هذا العلم؛ كالحافظ ابن حجر.

ومن المؤسف حقًا أن يتجرَّأ البعض على الكلام فيما ليس من اختصاصهم، لا سيما والأمر دينٌ وعقيدة" (١).

ونزول عيسى -عليه السّلام- ذكره طائفة من العلماء في عقيدة أهل السنة والجماعة، وأنّه ينزل لقتل الدَّجَّال قبَّحه الله.

قال الإِمام أحمد بن حنبل رحمه الله: "أصول السنة عندنا: التمسُّك بما كان عليه أصحاب رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -، والاقتداء بهم، وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة".

ثمّ ذكر جملةً من عقيدة أهل السنة، ثمّ قال: "والإِيمان أن المسيح الدَّجَّال خارجٌ مكتوبٌ بين عينيه (كافر)، والأحاديث الّتي جاءت فيه، والإِيمان بأن ذلك كائن، وأن عيسى ينزل فيقتله بباب لد" (٢).

وقال أبو الحسن الأشعري (٣) رحمه الله في سرده لعقيدة أهل


(١) "حاشية شرح العقيدة الطحاوية" (ص ٥٦٥) بتخريج الشّيخ محمّد ناصر الدين الألباني محدث الشّام.
(٢) "طبقات الحنابلة" (١/ ٢٤١ - ٢٤٣) للقاضي الحسن بن محمّد بن أبي يعلى، طبع دار المعرفة للنشر، بيروت.
(٣) هو الإِمام العلّامة أبو الحسن علي بن إسماعيل من ذرية أبي موسى الأشعري الصحابي الجليل، نشأ في حجر زوج أمه أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة في عصره، وقد =

<<  <   >  >>