للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقحفها، ويبارَك في الرِّسل (١)، حتّى إن اللقحة من الإِبل لتكفي الفئام من النَّاس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من النَّاس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من النَّاس" (٢).

وروى الإِمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - قال: "والأنبياء إخو لعَلَّات (٣)؛ أمهاتهم شتَّى، ودينهم واحد، وأنا أولى النَّاس بعيسى ابن مريم؛ لأنّه لم يكن بيني وبينه نبيٌّ، وإنه نازل ... فيهلك الله في زمانه المسيح الدَّجَّال، وتقع الأمنة على الأرض حتّى ترتع الأسود مع الإِبل، والنِّمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم" (٤).

وروى الإِمام مسلمٌ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: "والله لينزلَنَّ عيسى بن مريم حكمًا عادلًا ... وليضعَنَّ الجزية، ولتُتْرَكنَّ القِلاص (٥) فلا يُسعى عليها، ولتذهبن الشحناء والتباغض


(١) (الرِّسل): بكسر الراء وإسكان السين هو اللبن.
انظر: "شرح النووي لمسلم" (١٨/ ٦٩).
(٢) "صحيح مسلم"، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال، (١٨/ ٦٣ - ٧٠ - مع شرح النووي).
(٣) (إخؤ لعلّات): علات: بفتح العين المهملة، وتشديد اللام. وأولاد العلّات: الذين أمهاتهم مختلفة وأبوهم واحد؛ أي: أن إيمان الأنبياء واحد وشرائعهم مختلفة.
انظر: "النهاية في غريب الحديث" (٣/ ٢٩١)، و"تفسير الطّبريّ" (٦/ ٤٦٠)، تعليق محمود شاكر، وتخريج أحمد شاكر.
(٤) "مسند أحمد" (٢/ ٤٠٦ - بهامشه منتخب الكنز).
قال ابن حجر: "سنده صحيح". "فتح الباري" (٦/ ٤٩٣).
(٥) (القلاص): بكسر القاف، جمع قلوص بفتح القاف، وهي الناقة الشابة.=

<<  <   >  >>