فالله تعالى يأمر نبيه محمدًا - صلّى الله عليه وسلم - أن يخبر النَّاس أن علم السّاعة عند الله وحده، فهو الّذي يعلم جَلِيَّةَ أمرها، ومتى يكون قيامها؛ لا يعلم ذلك أحدٌ من أهل السماوات والأرض:
ولهذا لما سأل جبريل -عليه السّلام- رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - عن وقت السّاعة - كما في حديث جبريل الطويل-؛ قال النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل"(١).
فجبريل لا يعلم متى تقوم السّاعة، وكذلك محمَّدٌ - صلّى الله عليه وسلم -
وأيضًا؛ فإن عيسى -عليه السّلام- لا يعلم متى تقوم السّاعة، مع أنّه ينزل قرب قيامها، وهو من علامات السّاعة الكبرى؛ كما سيأتي.
روى الإمام أحمد، وابن ماجه، والحاكم؛ عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -؛ قال:"لقيتُ ليلة أُسْري بي إبراهيم وموسى وعيسى".
(١) "صحيح البخاريّ"، كتاب الإِيمان، باب سؤال جبريل النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - عن الايمان والإسلام والإحسان وعلم السّاعة وبيان النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - له، (١/ ١١٤ - مع الفتح).