للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان ما أخبر به الصادق المصدوق - صلّى الله عليه وسلم -، فقد قُتِلَ عمر، وكُسِرَ الباب، وظهرتِ الفتن، ووقع البلاء، فكان أول فتنة ظهرت هي قتل الخليفة الراشد ذي النورين عثمان بن عفَّان على يد طائفة من دُعاة الشر، الذين تألَّبوا عليه من العراق ومصر، ودخَلُوا المدينة، وقتلوه وهو في داره رضي الله عنه (١).

وقد ذكر النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - لعثمان رضي الله عنه أنّه سيصيبه بلاءٌ، ولهذا صبر ونهى الصّحابة عن قتال الخارجين عليه؛ كي لا يُراقَ دَمٌ مِن أجله رضي الله عنه (٢).

ففي الحديت عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: خرج النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - إلى حائطٍ مِن حوائطِ المدينة ... (فذكر الحديث إلى أن قال: (فجاء عثمان، فقلت: كما أنت، حتّى أستأذن لك. فقال النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم -: "ائذن له، وبشِّره بالجنة معها بلاءٌ يُصيبُهُ" (٣).

"وخصَّ النبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - عثمان بذكر البلاء مع أن عمر قتل أيضًا؛ لكون عمر لم يمْتَحَنْ بمثلِ ما امْتُحِنَ به عثمان؛ من تسلُّط القوم الذين أرادوا منه أن ينخلع من الإِمامة بسبب ما نسبوه إليه من الجور والظلم؛ بعد إقناعه


= مع الفتح)، و"صحيح مسلم"، كتاب الفتن وأشراط السّاعة، (١٨/ ١٦ - ١٧ - مع شرح النووي).
(١) انظر تفصيل ذلك في "البداية والنهاية" (٧/ ١٧٠ - ١٩١).
(٢) انظر: "العواصم من القواصم" (ص ١٣٢ - ١٣٧)، تحقيق وتعليق محب الدين الخطيب.
(٣) "صحيح البخاريّ"، كتاب الفتن، باب الفتنة الّتي تموج كموج البحر، (١٣/ ٤٨ - مع الفتح).

<<  <   >  >>