للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة، وتَنْجو من بعد ما كادت" (١).

قال ابن تيمية: "إن عائشة لم تخرج للقتال، وإنّما خرجت بقصد الإِصلاح بين المسلمين، وظنَّت أن في خروجها مصلحة للمسلمين، ثمّ تبيَّن لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولى، فكانت إذا ذكرتْ خُروجها؛ تبكي حتّى تَبُلَّ خِمارَها، وهكذا عامَّة السابقين ندموا على ما دخلوا فيه من القتال، فندم طلحة والزبير وعليٌّ رضي الله عنهم أجمعين.

ولم يكن يوم الجمل لهؤلاء قصدٌ في القتال، ولكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم؛ فإنّه لما تراسل عليٌّ وطلحة والزبير، وقصدوا الاتفاق على المصلحة، وأنّهم إذا تمكَّنوا؛ طلبوا قتلة عثمان أهل الفتنة، وكان علىٌّ غير راضٍ بقتل عثمان، ولا معينًا عليه؛ كما كان يحلف، فيقول: والله ما قتلتُ عثمان ولا مالأتُ على قتله. وهو الصادق البار في يمينه، فخشي


(١) "فتح الباري" (١٣/ ٥٥).
وقال ابن حجر: "رجاله ثقات".
وقد أنكر الإمام أبو بكر بن العربي حديث (الحوأب) في كتابه "العواصم من القواصم" (ص ١٦١)، وتابعه في ذلك الشّيخ محب الدين الخطيب في تعليقه على "العواصم"، وذكر أن هذا الحديث ليس له موضع في دواوين الإسلام المعتبرة. ولكن الحديث صحيح؛ صححه الهيثمي، وابن حجر؛ كما سبق، فقد قال الحافظ في "فتح الباري" (١٣/ ٥٥) في كلامه على حديث الحوأب: "وأخرج هذا أحمد، وأبو يعلى، والبزار، وصححه ابن حبّان، والحاكم، وسنده على شرط الصّحيح".
وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة"، ورد على مَنْ طعن في صحة هذا الحديث، وبيَّن من أخرجه من الأئمَّة.
انظر: "السلسلة" (م ١/ جـ ٤ - جـ ٥/ ٢٢٣ - ٢٣٣) (حديث رقم ٤٧٥).

<<  <   >  >>