للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان أول سماعه سنةَ أربعين باعتناء أبيه. وكان يقول: رأيتُ جنازة إسحاقَ بن راهويه، ودخلتُ الكوفة ومعي درهمٌ واحد، فاشتريتُ به ثلاثين مدًّا باقلّاء، فكنت آكل منه [كل يوم] مدًّا وأكتبُ عن أبي سعيد الأشجِّ ألف حديث، فلمّا كان الشهرُ حصلَ معي ثلاثون ألف حديث (١).

قال بعضُهم: يعني من بين مقطوع ومُرسَل وموقوف.

قال الحافظ أبو بكر الخطيب: رحلَ به أبوه من سِجِسْتان، فطوَّفَ به شرقًا وغربًا، وسمَّعه من علماء ذلك الوقت، فسمع بخُراسان، والجبال، وأَصْبهان، وفارس، والبصرة، وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكَّة، والشَّام، ومصر، والجزيرة، والثُّغور، واستوطن بغداد، وصنَّف "المسند"، و "السنن"، و "الناسخ والمنسوخ"، وغير ذلك. وكان فهِمًا، عالمًا، حافظًا. سمعتُ الحسنَ بن محمد الخلّال يقول: كان أبو بكر بنُ أبي داود أحفظَ من أبيه (٢).

وقال صالح بنُ أحمد الحافظ: أبو بكر عبدُ اللَّهِ بنُ سليمان إمامُ العراق، وعلَم العلم في الأَمصار، ومَنْ نصب له السُّلطان المنبر، فحدَّث عليه، لفضلِه ومعرفته، وحدَّث قديمًا قبل التسعين ومئتين. قدم هَمَذان سنة نيِّف وثمانين ومئتين، وكتب عنه عامَّةُ مشايخ بلدنا ذلك الوقت لجلالته وفهمِه، وقد كان في وقته بالعراق مشايخ أَسندُ منه، ولم يبلغوا في الآلة والإِتقان ما بلغ هو (٣).


(١) تاريخ بغداد: ٩/ ٤٦٦ - ٤٦٧ وما بين حاصرتين منه.
(٢) تاريخ بغداد: ٩/ ٤٦٤، ٤٦٦.
(٣) تاريخ بغداد: ٩/ ٤٦٥ - ٤٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>