حفِظْتُ يا سيدي الدرْسَ، وسَرَدَه، فَبهِتَ الفَخْر وقال: هذا يجيء منه شيء. ثم عرض على الفخر إسماعيل مصنَّفه "جَنَّة النَّاظر" وكتب له عليه في سنة ست وست مئة، وعظَّمه؛ فهو شيخه في علم النَّظَر، وأبو البقاء شيخه في النحو والفرائض، وابن سُلْطان شيخه في القراءات، وأبو بكر بن غنيمة صاحب ابن المَنِّي شيخُه في الفِقْه، وقد أقام ببغداد ست سنين مُكِبًّا على الاشتغال، ورجع، ثُمَّ ارتحل إلى بغداد قبل العشرين وستٍّ مئة فتزيدَ من العِلْم، وصنَّف التصانيف الفائقة مع الدِّين والتَّقْوى وحُسْن الاتِّباع وجلالة العِلْم، وقد شَرح قِطْعةً من كتاب "الهداية" شرحًا في غاية الحسْن، وقيل: إنه كمل الشرح ولم يبيِّضْه.
وتوفي رحمه الله تعالى بحرَّان في يوم الفِطْر سنة اثنتين وخمسين وست مئة، وله اثنتان وستون سنة.
١١٢٦ - الرَّشيد العَطَّار *
الإمام، الحافظ، المتقِنُ، رشيد الدين، أبو الحسين، يحيى بن علي بن عبد الله بن علي بن مفرِّج، القُرَشي، الأموي، النَّابلسي، ثم المِصْري، المالكي.