وقال أبو بكر السَّمْعَاني: ما رأيت بالعِراق مَنْ يفهم الحديث غير رجلين: المُؤْتَمن ببغداد، وإسماعيل التَّيمي بأَصْبَهان.
وقال يحيى بن ببغدَاد: قَدِمَ السَّاجي، وسمع من أبي كتابَ "مَعْرفة الصَّحابة" وكتاب "التوْحيد" و"الأمالي" وحديث ابن عُيينة لجدِّي، فلما أخذ في قِراءة "غرائب شُعْبة" وبلغ إلى حديث عمر في لُبْس الحرير، وكان الوالد في حال الانتقال إلى الله، وقضى نحبه عند انتهاء ذلك بعد عِشاء الآخرة، هذا ما رأينا. ثم قَدِمَ ابنُ طاهر وقرأنا عليه جُزْءًا من مجموعاته فيه: سمعت أصحابنا بأَصْبَهان يقولون: إنما تمَّمَ السَّاجي كتاب "معرفة الصَّحابة" على أبي عمرو بَعْد موته، وذلك أنه كان يقرأ عليه وهو في النَّزْع، ومات وهو يقرأ، وكان يُصَاح به: نريد أن نغسل الشيخ. فلما سَمِعْتُ هذه الحكاية قُلْتُ: ما جرى ذلك، يجب أن يصلح هذا، فإنه كذب، وأما قراءة "معرفة الصَّحابة" فكان قَبْلَ مَوْت الوالد بشهرين، وكان المُؤْتَمن -والله- متورّعًا، زاهِدًا، صابرًا على الفقر، رحمه الله.
قال ابنُ ناصر: توفِّيَ في صَقر سنة سَبْعٍ وخمس مئة، وصَلَّيتُ عليه، وكان عالمًا فَهِمًا ثِقَةً مأمونًا.
١٠٣٤ - الأعْمَشُ *
الحافظ، الفَقِيه، الأديب، أبو العلاء، حَمْدُ بن نَصْر بن أحمد بن محمد بن معروف، الهَمَذَاني.