للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٠٨٦ - ابن خَيْر *

الإمام، الحافظ، المقرئ، أبو بكر، محمد بن خَير بن عمر بن خليفة، اللّمتوني، الإشْبيلي.

أتقن القِراءات على شُريح بن محمد، وسادَ أهل بَلَده، وسمع منه، ومن أبي مَرْوان الباجي، والقاضي أبي بكر بن العَرَبي، وبقُرْطُبة من أبي القاسم بن بَقِيّ، وابن مُغِيث، وجماعةٍ.

قال الْأبَّار: كان مُكْثرًا إلى الغاية، بحيث إنه سمع من رفاقه، وشيوخُه أكثر من مئة نَفْس، لا نعلم أحدًا من طبقته مِثْلَه، وتصدَّر بإشبيلية للإِقراء والإِسماع، وحَمَلَ النَّاس عنه كثيرًا، كان مقرئًا مجوِّدًا، ومحدِّثًا متقنًا، أديبًا، نَحْويًّا، لغويًّا، واسعَ المعرفة، رضىً مأمونًا، لما مات بيعت كتبُه بأغلى الأثمان لصحَّتها، ولم يكن له نظير في هذا الشأن، مع الحظ الأوفر [من] (١) علم اللسان.

توفِّيَ في ربيع الأول من سنةِ خمسٍ وسبعين وخمس مئة، وكانت جنازته مشهودة، وعاش ثلاثًا وسبعين سنة.


* التكملة لابن الأبار: ٢/ ٥٢٣ - ٥٢٥، سير أعلام النبلاء: ٢١/ ٨٥ - ٨٦، تذكرة الحفاظ: ٤/ ١٣٦٦، العبر: ٤/ ٢٢٥، معرفة القراء: ٢/ ٥٥٨، غاية النهاية: ٢/ ١٣٩، شذرات الذهب: ٤/ ٢٥٢، تاج العروس (خير).
(١) في الأصل: لما مات علم اللسان، وهي سبق قلم من الناسخ، والمثبت من "التكملة" لابن الأبار: ٢/ ٥٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>