للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زاهدًا، عابدًا، وَرِعًا، ملازمًا للخَلْوة والتَّصنيف وبثِّ العِلْم، أدركَه أجلُه شابًّا، سمِعْتُ محمد بن محمد بن محمد بن غانم الحافظ يقول: كان شَيخُنا الحافظ أبو موسى يفضِّل أبا بكر الحازمي على عبد الغَني المَقْدِسي (١)، ويقول: ما رأيت شابًّا أحفظَ منه.

قال ابنُ النَّجَّار: وسمِعْتُ بعضَ الأئمة يذكر أنَّ الحازِمي كان يحفظ كتاب "الإِكمال" في المؤتلف والمختلف ومُشْتَبِهِ النِّسبة؛ كان يكرَّرُ عليه.

وقال ابنُ النَّجَّار: سمِعْتُ أبا القاسم المقرئ جارَنا -وكان صالحًا- يقول: كان الحازِميُّ في رِباط البديع، فكان يَدْخُل بيتَه في كلِّ ليلة، ويطالع ويكتب إلى الفجر، فقال البديع للخادم: لا تدفع إليه الليلة بِزْرًا للسِّرَاج، لعله يستريح الليلة. قال: فلما جَنَّ الليل، اعتذر إليه الخادم لانقطاع البِزْر. فدخل بيتَه، وصفّ قدمية، ولم يزل يُصلي ويتلو إلى أنْ طَلَعَ الفجر، وكان الشيخُ خَرَجَ ليعلَم خبره، فوجده في الصَّلاة.

ماتَ في جُمَادى الأولى سنة أربعٍ وثمانين وخمس مئة، رَحِمَه الله.

١٠٨٥ - أبو المَحَاسن *

القُرَشي، القاضي، الحافِظ، عمرُ بنُ علي بن الخَضِر بن عبد الله بن علي، الزُّبَيري، الدِّمَشْقِي، محدِّث بغداد.


(١) ستأتي ترجمته برقم (١٠٩٠) من هذا الكتاب.
* الكامل: ١١/ ٤٦١، سير أعلام النبلاء: ٢١/ ١٠٥ - ١٠٦، تذكرة الحفاظ: ٤/ ١٣٦٥، العبر: ٤/ ٢٢٤، طبقات الحفاظ: ٤٨٣، شذرات الذهب: ٤/ ٢٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>