للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبتدئين في العلم بأدنى تأمل (١).

وقد اتبع ابن عبد الهادي في كتابه منهجًا واضحًا .. فكان يورد كلامَ السبكي والحديث الذي استشهد به، ثم يورد رَدَّه هو متكلِّمًا على رجال الحديث وعلله بأسلوب هادئ متزنٍ ممتع، ويستقصي فيما يكتب، حتى إنه لا يدع سؤالًا لسائل .. وتتجلي في رَدِّه براعته في هذا الفن من العلم: علم الرجال والعلل. ولولا خوف الإِطالة لنقلتُ مناقشته لأحد الأحاديث (٢).

٨ - مُؤَلَّفَاته

ترك ابن عبد الهادي مؤلفات قيمة، تشهد بثقافته الواسعة، وعلمه الغزير، وهو يُعَدّ بحق من المكثرين في التصنيف، ولم يكمل كثيرًا من مؤلفاته، لهجوم المنية عليه شابًّا، وهذا تعريف بمصنفاته، مخطوطِها ومطبوعِها، وما لم يُذْكر عنه شيءٌ فهو مما ذكرته مصادرُ ترجمته فقط.


(١) المصدر السابق.
(٢) أثيرت القضية مجددًا في الربع الأول من القرن الرابع عشر الهجري على إثر طبع كتاب السبكي "شفاء السقام في زيارة خير الأنام" سنة (١٣١٨ هـ)، وذلك بطبع كتاب ابن عبد الهادي أيضًا "الصارم المنكي في الرد على السبكي" سنة (١٣١٩ هـ)، فقام الشيخ إبراهيم السمنودي -من علماء المنصورة- بتأليف كتاب يرد فيه على ابن عبد الهادي، سماه "نصرة الإِمام السبكي يرد الصارم المنكي"، وطبع على نفقته في العام نفسه.
وقد ذكر في مقدمه أن ابن علان الصديقي المكي (ت ١٠٥٧ هـ) -مؤلف كتاب "دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين"- ألف كتابًا في الرد على ابن عبد الهادي سماه "المبرد المنكي في رد الصارم المنكي"، ولم أجد من أشار إليه، ولعله لم يتمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>