للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسمِعْتُ جماعة من شيوخ قَزْوين يقولون: لم يَر أبو الحسن مِثْلَ نَفَسْه في الفَضْل والزُّهْد، أدام الصِّيَام ثلاثين سنة، وكان يفطِر على الخُبز والمِلْح، وفضائله أكثر من أن تُعَدَّ، رحمه الله (١).

وقال ابنُ فارس: سمِعْتُ أبا الحسن القَطَّان بعدما علتْ سِنُّه يقول: كنت حين رحلْتُ أحفظ مئةَ ألفِ حديث، وأنا اليوم لا أقوم على حِفْظ مئة حديث (٢). وسمِعْتُه يقول: أُصبت ببصري وأظنُّ أني عوقِبْت بكثرة كلامي أيامَ الرِّحْلة (٣).

توفي سنة خمس وأربعين وثلاث مئة.

وفيها: مات المسنِد أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب العَبَّاداني. وأبو القاسم إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم بن الجِراب البغدادي، وله ثلاث وثمانون سنة. ومحدِّث مرو أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصِّيْرَفي. وشيخ الشافعية أبو علي الحسن بن الحسين بن أبي هُريرة البغدادي. والمحدِّث أبو عمرو عثمانُ بن محمد بن أحمد السَّمَرْقَنْدي بمصر. وأبو بكر محمد بن العَبَّاس بن نَجِيح. وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن رستم المادرائي بمصر، وله ثمانون سنة. وأبو بكر مُكْرم بن أحمد بن محمد بن مُكْرم القاضي ببغداد. وأبو الحسن عليّ بنُ الحسين المَسْعودي، صاحب "مروج الذهب" (٤).


(١) انظر "الإرشاد" للخليلي (خ): ١٣٨، وما بين حاصرتين منه.
(٢) "معجم الأدباء": ١٢/ ٢٢٠.
(٣) في "معجم الأدباء": ١٢/ ٢٢٠ "أصبت بصري، وأظن أني عوقبت بكثرة بكاء أمي أيام فراقي لها في طلب الحديث والعلم".
(٤) طبع الكتاب غير مرة كان آخرها في بيروت سنة ١٩٦٦ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>