يحفظ ويَفْهَم، وصنَّف مُسْتخرجًا على الصَّحيحين، وصنَّف "المُسْنَد الكبير"، وسأله أبو العباس السَّرَّاج أن يخرج له كتابًا على "صحيح مُسْلم" ففعل.
قال الحاكم: سمعت أبا عبد الله غيرَ مَرَّة يقول: ذهب عُمُري في جَمْع هذا الكتاب، يعني "المُسْتَخْرج على كِتَاب مُسْلم"، ورأيته يَنْدَم على تصنيفه "المُخْتَصر الصحيح المتَّفق عليه" ويقول: من حَقِّنا أن نجهد في زيادة الصَّحيح- إلى أن قال الحاكم: وكان أبو عبد الله من أنحى النَّاس، ما أُخذ عليه لَحْن قَطُّ، وله كلام حَسن في العِلَل والرجال.
وسمِعْتُ محمدَ بنَ صالح بن هانئ يقول: كان ابن خزيمة يقدِّم أبا عبد الله بن يَعْقوب على كافَّة أقرانه، ويعتمد قوله فيما يَرُدُّ عليه، وإذا شَكَّ في شيء عَرَضَه عليه.
مات ابن الأخْرم في جُمَادى الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاث مئة.
وفيها: مات شيخ القُرَّاء ببغداد أبو الحسين أحمدُ بنُ عثمان بن بُويان (١). ومحدِّث دمشق الزَّاهد أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذْرَعي. ومسنِدُ بَغْداد أبو عمرو عثمان بن أحمد الدَّقَّاق، المعروف بابن السَّمَّاك. ومسنِدُ حَلَب محمدُ بنُ عيسى بن الحسن التَّميمي البَغْدَادي العَلَّاف. والمُفَسِّر المحدِّث العلَّامة أبو زكريا يحيى بن محمد العَنْبَري النَّيسَابوري، رحمهم الله تعالى.
(١) في "تذكرة الحفاظ": ٣/ ٨٦٥ "ثوبان" وهو تصحيف. انظر "تبصير المنتبه": ١/ ٢٢٣.