للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والقاضي أبو عمر الهَاشمي، والحافظ أبو نُعَيم، وهو آخر أصحابه، وخَلْق.

قال الخطيب: كان أحد الحُفَّاظ المجوِّدين، وكان كثيرَ الغَرائب، ومذهبه في التَّشَيُّع معروف (١).

وقال الحاكم: سمِعْت أبا علي الحافظ النيسَابوري يقول: ما رأيت في المشايخ أحفظَ من عَبْدَان، ولا رأيت [أحفظ] (٢) لحديث أهل الكُوفة من أبي العباس ابن عُقْدة، ولا رأيتَ في أصحابنا أحفظَ من أبي بكر بنِ الجِعَابي، وذاك أني حسِبْتُ أبا بكر من البغْداديين الذين يحفظون شيخًا واحدًا أو ترجمة واحدة، أو بابًا واحدًا، فقال لي أبو إسحاق بنُ حمزة يومًا: يا أبا علي، لا تغلطْ في أبي بكر بن الجعَابي فإنَّه يحفظ حديثًا كثيرًا. فخرجنا يومًا من عند أبي محمد بنِ صاعد وهو يسايرني، وقد توجَّهنا إلى طريق بعيد، فقلت له: يا أبا بكر، أيش أسند الثوري عن منصور؟ فمرَّ في الترجمة، فقلت له: أيش عند أيوب السَّخْتِياني عن الحسن؟ فمرَّ فيه، فما زلت أجرُّه من حديث مِصْر إلى الشَّام إلى العراق إلى أفراد الخُرَاسانيين وهو يجيب، فقلت له: أيش روى الأعْمش عن أبي صالح عن أبي هُريرة وأبي سعيد بالشركة؟ فأخذ يَسْرُد هذه الترجمة حتى ذكر بضْعة عشر حديثًا، فحيُّرني حِفْظُه (٣).

وقال القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي: سمعت


(١) "تاريخ بغداد": ٣/ ٢٦.
(٢) ما بين حاصرتين مستدرك على هامش الأصل، ولم يظهر في التصوير، والمثبت من "تاريخ بغداد": ٣/ ٢٧.
(٣) "تاريخ بغداد": ٣/ ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>