وكذلك ذكره ابنُ المفَضَّل في هذه الطَّبقة، وذكر معه ابن عدي، والإِسماعيلي، والدَّارَقُطْني.
وقال الحاكم: وحمزة على تقدُّمه في معرفة الحديث كان أحد من يذكر بالزّهد والورع والعِبادة، سمع أبا خليفة، والنَّسَائي، وأقرانهما.
وقال ابنُ زولاق: حدّثني حمزة الحافظ، قال: رحلت سنة خمس فدخلت حلب وقاضيها أبو عبيد الله محمد بن عَبْدَة، فكتبتُ عنه فكان يقول: لو عرفْتُك بمصر لملأت ركائبك ذهبًا، فقال: إنه أعطاه مئتي دينار يرحل بها إلى العراق.
وقال ابن منده: سَمِعْتُ حمزة بن محمد الحافظ يقول: كنت أكتب الحديث فلا أكتب "وسَلَّم" فرأيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: أما تختم الصَّلاة عليَّ في كتابك؟ !
وقال عليُّ بن عُمَر الحَرَّاني: سمِعْتُ حمزة بن محمد، وجاءه غريب، فقال: عَسْكُر المُعِزّ قد وصلوا إلى الإسْكنْدرية (١)، فقال: اللهم، لا تحيني حتى تريني الرَّايات الصُّفْر. فمات حمزة، ودخل عَسْكرُهم بعد مَوْته بثلاثة أيام.
وقال غيره: مات في ذي الحِجَّة سنةَ سبع وخمسين وثلاث مئة.
(١) كان وصولهم سنة (٣٦٢ هـ)، انظر "الكامل": ٨/ ٦٢٢، وانظر ترجمة المعز في "سير أعلام النبلاء": ١٥/ ١٥٩ - ١٦٧.