للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى عبد الغني بن سعيد عن الدَّارَقُطْني قال: سمعت أبا محمد السَّبيعي يقول: قدم علينا الوزير ابن حِنْزَابة إلى حلب، فتلقَّاه الناس، فعرف أني محدِّث فقال لي: تعرف إسنادًا فيه أربعة من الصَّحابة؟ فذكرت له حديث عمر في العُمَالة (١)، فعرف لي ذلك، وصارت لي به عنده مَنْزلة (٢).

وقال ابن أُسامة الحلبي: لو لم يكن للحلبيين من الفضيلة إلَّا الحسن بن أحمد السَّبيعي لكفاهم، كان وجهًا عند الملك سَيف الدَّوْلة، وكان يزور السَّبيعي في داره. قال: وصنف له كتاب


(١) العمالة -بالضم- رزق العامل الذي جُعل له على ما قلَّد من العمل. "اللسان" (عمل).
والحديث يرويه السائب بن يزيد عن حويص بن عبد العزى عن عبد الله بن السعدي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم.
أخرجه البخاري في "صحيحه": ١٣/ ١٣٣ في الأحكام: باب رزق الحاكم والعاملين عليها، من طريق أبي اليمان عن شعيب عن الزهري، أخبرني السائب بن يزيد بن أخت نمر أن حويطب بن عبد العزى أخبره أن عبد الله بن السعدي أخبره أنه قدم على عمر في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدث أنك تلي من أعمال الناس أعمالًا، فإذا أعطيت العمالة كرهتها؟ فقلت: بلى، فقال عمر: ما تريد إلى ذلك؟ فقلت: إن لي أفراسًا وأعبدًا، وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين. قال عمر: لا تفعل، فإني كنت أردت الذي أردت، وكان رسول الله على الله عليه وسلم يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرة مالًا، فقلت: أعطه أفقر إليه مني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "خذه فتموله، وتصدق به، فما جاءك من هذا المال وأنت عير مشرف ولا سائل فخذ، وإلا فلا تتبعه نفسك".
وهو عند أحمد: ١/ ١٧، و "النسائي": ٥/ ١٠٤ - ١٠٥.
(٢) "تاريخ بغداد": ٧/ ٢٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>