للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا صلاةً منه، ولا رأيت في مشايخنا أحسن تضرُّعًا (١) وابتهالًا منه، قيل لي: إِن عُشر غَلَّته تبلغ ألف حِمْل. وحدَّثني أبو أحمد الكاتب أَنَّ النُّسْخة التي بأسامي من يموِّنُهم أبو عبد الله بن أبي ذُهْل بهَرَاة تزيد على خمسة آلاف بيت، وعُرِضَتْ عليه ولايات جليلة، فأبى (٢).

وقال أبو النَّضْر الفامي: له صحيح خرَّجه على "صحيح البُخَاري" وتفقَّه ببغداد، ولم يجتمع لرئيسٍ (٣) بهَرَاة ما اجتمع له من السِّيادة.

وقال الخطيب: كان ثِقَةً نبيلًا، من ذوي الأقْدار العالية، وله أفضالٌ على الصَّالحين والفُقَهاء، وبلغني أنه كان يُضْرَب له دنانير؛ مثقال ونصف، وأكثر فيتصدق بها ثم يقول: إن الفقير يفرح إذا ناولته كاغَدًا فيتوهم أَنَّه فِضَّة، ثم يفتحه فيفرح [إذا رأى صفرة الدينار]، ثم يزنه فيفرح [إذا زاد عن المثقال] (٤).

سمعت البَرْقَاني يقول: كان مَلِكُ هَرَاة تحت أمر ابن أبي ذُهْل لأُبُوَّته وقَدْره (٥).

قال الحاكم: استُشهد في صفر سنة ثمانٍ وسبعين وثلاث مئة (٦).


(١) في الأصل: نظرغا، وهو وهم، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": ٣/ ١٠٠٦.
(٢) انظر "الأنساب": ٨/ ٤٧٢ - ٤٧٣.
(٣) في الأصل: الرئيس.
(٤) "تاريخ بغداد" ٣/ ١٢٠، وما بين حاصرتين منه.
(٥) "تاريخ بغداد": ٣/ ١٢١.
(٦) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>