للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو عمر أحمد بن محمد بن عفيف (١): كان أبو عبد الله بن مُفَرِّج من أعنى (٢) النَّاس بالعِلْم، وأحفظهم للحديث، ما رأيت مِثْلَه في هذا الفن، من أوثق المحدِّثين وأجودهم ضبطًا.

ذكره أبو الوليد بن الدَّبَّاغ في الحُفَّاظ في الطبقة الثَّامنة.

وقال الحُمَيدي: هو القاضي أبو عبد الله، وقيل: أبو بكر، حافظ، جليل، مصنِّف، له كتب في الفِقْه، وفِقْه التَّابعين، فمما صَنَّفَ كتاب "فِقْه الحسن" في سَبْع مُجَلَّدات، و"فِقْه الزُّهري" في عِدَّة أجزاء، وجمع "مُسْنَد قاسم بن أَصْبَغ" في مجلدات (٣).

وقال ابنُ الفَرَضي: اتَّصل بصاحب الأَنْدَلس، وكان ذا مكانة عنده، صنَّف له عِدّة كتب فولّاه القَضَاء. قال: وكان حافظًا بصيرًا بأسماء الرِّجال وأحوالهم، أكثر النَّاسُ عنه (٤)

ومات في رجب سنةَ ثمانين وثلاث مئة، وله ستٌّ وستون سنة.


(١) في "سير أعلام النبلاء": ١٦/ ٣٩١ "وقال أبو عبد الله بن عفيف"، وهو وهم، والصحيح ما هو مثبت في أصلنا، ولأبي عمر كتاب مختصر في أخبار القضاة والفقهاء بقرطبة، سماه ابن بشكوال في مقدمته "المؤتلف في فقهاء قرطبة". انظر ترجمته في "الصلة": ١/ ٣٨ - ٣٩، و"بغية الملتمس": ١٦٢.
(٢) في "سير أعلام النبلاء": ١٦/ ٣٩١ "أغني".
(٣) "جذوة المقتبس": ٣٨، وفي الأصل: عبارة "وفقه الزهري في عدة أجزاء وجمع مسند قاسم" مكررة.
(٤) "تاريخ علماء الأندلس": ٢/ ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>