للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال عبد الغافر بن إسماعيل (١): أبو عبد الله الحاكم هو إمام أهل الحديث في عَصْره، العارفُ به حَقَّ معرفته، وبيتُه بيت الصَّلاح والورع والتأذين في الإِسلام، لقي أَبا علي الثَّقَفي، وأبا محمدِ بن الشرْقي -ولم يسمع منهما- وسمع من أبي طاهر المحَمَّداباذي، وأبي بكر القَطَّان -ولم يقع بمسموعه منهما- وتصانيفُه المشهورة تطفَح بذكْرِ شيوخه، وقرأ على قُرَّاء زمانه؛ وتفقَّه على أبي الوليد، وأبي سهل الأستاذ، واختصّ بصُحبة إمام وقته، وأبي بكر الصِّبْغي، فكان يراجعه في السُّؤال والجَرْح والتّعديل والعِلل، وذاكر مثل الجِعابي، وأبي علي الماسَرْجِسِي، واتَّفَقَ له من التَصَانيف ما لعله يبلغ قريبًا من أَلْف جُزْء من تخريج "الصحيحين"، والعِلل والتّراجم والأبواب والشُّيوخ، ثم المجموعات مثل "معرفة علوم الحديث" (٢)، و "مُسْتَدرك الصَّحيحين" (٣) و "تاريخ نَيسَابُور" (٤) وكتاب "مُزكي الأخبار" و "المَدْخل إلى عِلْم الصحيح" وكتاب "الإِكليل" (٥) و"فَضَائل الشَّافعيّ" وغير ذلك (٦). ولقد سمعت مشايخنا يذكرون أيامه، ويحكون أن مُقَدَّمي عصره مثل الصُّعْلوكي والإمام ابن فُوَرك، وسائر الأئمة يقدِّمونه على أنفسهم ويراعون حَقَّ فَضْله، ويعرفون له الحُرْمة الأكيدة -ثم أَطنب في تعظيمه وقال:


(١) ستأتي ترجمته برقم (١٠٥١) من هذا الكتاب.
(٢) نشره معظم حسين في القاهرة سنة ١٩٣٧ م.
(٣) طبع مع "تلخيص" الإِمام الذهبي في حيدرآباد ١٣٣٤ - ١٣٤٢ هـ.
(٤) انظر حاشيتنا رقم (٣) ص (٢٣٩) من هذا الحزء.
(٥) طبع في حلب سنة ١٩٣٢، ثم نشره المستشرق روبسون في لندن سنة ١٩٥٣ م.
(٦) انظر النسخ الخطية لبعض مصنفات الحاكم في "تاريخ التراث العربي": مج ١ / ج ١/ ٤٥٤ - ٤٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>