للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى حين وفاته، ومات وهو يجمع حديث مِسْعر، وكان حريصًا على العِلْم، منصرف الهِمَّة إليه، وسمعته يومًا يقول لرجل من الفُقَهاء، معروفٍ بالصلاح، وقد حضر عنده: ادعُ اللَّه أن ينزع شهوة الحديث من قلبي، فإنَّ حبه قد غلب عليَّ فليس لي اهتمام في الليل والنهار إلَّا به. أو نحو هذا من القول، وكنت كثيرًا أُذاكره بالأحاديث فيكتبها عني ويضمِّنها جموعه (١).

سمعتُ الأزْهريَّ يقول: البرقاني إمام، وإذا مات ذهب هذا الشَّأن -يعني الحديث (٢).

وقال محمَّد بن يحيى الكِرْماني الفَقِيه: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثرَ عبادة من البَرْقَاني (٣).

وقال أبو محمَّد الخَلَّال: كان نسِيج وحدِه (٤).

وقال أبو الوليد الباجي: هو ثِقَةٌ حافظ.

وقال الخَطيب: سأَلتُ الأزْهري فقلت: هل رأيتَ في الشيوخ أتقن من البَرْقَاني: فقال: لا (٥).

وذكره الشيخ أبو إسحاق الشِّيرَازي في "الطَّبقات" فقال: تَفَقَّه في حداثته، وصنَّف في الفِقْه، ثم اشتغل بعِلْم الحديث: فصار فيه إمامًا (٦).

ولد البَرْقاني في آخر سنة ست وثلاثين وثلاث مئة.


(١) "تاريخ بغداد": ٤/ ٣٧٤.
(٢) "تاريخ بغداد": ٤/ ٣٧٥.
(٣) المصدر السابق.
(٤) المصدر السابق.
(٥) المصدر السابق.
(٦) "طبقات الفقهاء" للشيرازي: ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>