للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحُميدي: حدَّثنا أبو محمَّد عليُّ بن أَحْمد الحافظ، أخبرني أبو الوليد بن الفَرَضي قال: تعلَّقْت بأستار الكعبة، وسألت الله الشَّهادة، ثم انحرفت قال: ففكَرْت في هول القَتْل فندِمْتُ وهممت أن أرجِع فأستقيل الله فاستحييتُ. قال أبو محمَّد: فأخبرني مَنْ رآه بين القَتْلى ودنا منه فسمعه يقول بصوتٍ ضعيفٍ: "لا يُكْلَم أحدٌ في سبيل الله -والله أعلم بمن يُكْلَم في سبيله- إلَّا جاء يوم القيامة وجُرْحُه يَثْعَبُ دَمًا، اللَّوْن لون الدمِ، والرِّيح ريح المِسْك" (١) كأنه يعيد ذلك الحديثَ على نَفْسه، ثم قضى على إِثْر ذلك (٢).

وقال غيره: قتل يوم أَخْذ قُرْطُبة، قتلته البربر فيمن قتلوا وبقي ملقًى في داره ثلاثة أيام، ثم ووُري مُتغيِّرًا من غير غُسْل ولا كَفَن ولا صلاةٍ، وذلك في سنة ثلاث وأربع مئة (٣).

وفيها: مات ببغداد المسنِدُ أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن هشام الصَّرْصَري، أحد الثقَات. وشيخ الحنابلة الإِمام أبو عبد الله الحسن بنُ حامد البَغْدَادي، صاحب التّصانيف. والمسنِد أبو علي الحسينُ بنُ محمَّد بنِ محمَّد الروذْباري الطُّوسي، راوي "سنن" أبي داود. والعلامة صاحب التَّصانيف القاضي أبو بكر محمَّد بن الطيِّب بن الباقِلَّاني، الأشْعري المتكلِّم.


(١) أخرجه من حديث أبي هريرة مالك: ٢/ ٤٦١ في الجهاد، باب الشُّهداء في سبيل الله، وأحمد: ٢/ ٢٣١، والبخاري (٢٨٠٣)، ومسلم (١٨٧٦).
(٢) "جذوة المقتبس": ٢٣٨.
(٣) انظر "الصلة": ١/ ٢٥٣، و "الكامل": ٩/ ٢١٦ - ٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>