للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخطُبُ، وكان يومَ الدار ابنَ أربع عشرةَ سنة، فلما كَبِرَ لازم الجهادَ والعملَ والعلمَ.

وكان أحدَ الشجعان، يُذكر مع قَطَرِيِّ بنِ الفُجاءة (١).

وصار كاتبًا في دولة معاوية لوالي خراسان الرَّبيع بن زياد، وكان مِن بحور العلم، كبيرَ الشأن، عديمَ النظيرِ، مليحَ التذكير، بليغَ الموعظة.

وحدَّث عن: عثمان، وعِمران بن حُصين، والمُغيرة بن شعبة، وعبد الرحمن بن سَمُرةَ، وسَمُرَةَ بن جُندب، وأبي بكرة، وخلق.

وعنه: قتادةُ، وأيوبُ، وابنُ عون، ويونس، وخالد الحذَّاء، وهشامُ بن حسَّان، وحُميدٌ الطويل، وجريرُ بن حازم، وشيبان النَّحْوي، ويزيدُ بن إبراهيم التُّسْتَرِي، ومباركُ بن فَضالة، والربيعُ بن صَبيح، وأبان العطّار، وقُرَّة بن خالد، وأُمم.

قال ابنُ سعد: كان الحسنُ جامعًا، عالمًا، رفيعًا، ثقةً، حجةً، مأمونًا، عابدًا، ناسكًا، كثيرَ العلم، فصيحًا، جميلًا، وسيمًا، إلى أن قال: وما أرسَلَهُ فليسَ بحُجَّة (٢).


(١) يعني في الشجاعة. وقطري بن الفجاءة: هو شاعر الخوارج وفارسها وخطيبها، كان يكنى في السلم أبا محمد، وفي الحرب أبا نعامة. خاض معارك قاسية ضد جيوش الزبير بين أولًا ثم الأمريين. وقد حفلت المصادر التاريخية بأخبار حروبه، وترجم له ابن خلكان في "وفياته": ٤/ ٩٣ - ٩٥. وانظر أيضًا "شعر الخوارج" للدكتور إحسان عباس: ص ١٠٥ - ١٢١.
(٢) طبقات ابن سعد: ٧/ ١٥٧ - ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>