للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يراها إذْ رواها من حَوَاها ... رياضًا للفَتَى اليقِظِ اللَّبيبِ (١)

ويأخُذُ حُسْنُ ما قَدْ صَاغَ مِنْها ... بقَلْبِ الحافظ الفَطِنِ الأَريبِ

فأيةُ راحةٍ ونَعيمِ عيشٍ ... يُوَازِي كَتْبَها (٢) بَلْ أيُّ طِيبِ (٣)

وقال أبو محمد بن الأبَنُوسي: سَمِعْتُ الخطيب يقول: كل من ذكرت فيه أقاويل النَّاس من جَرْح وتعديل فالاعتماد على ما أَخَّرْت، [وختمت به الترجمة] (٤).

وقال ابنُ طاهر: سألت هِبَةَ الله بن عبد الوارث الشِّيرَازي: هل كان الخطيبُ كتصانيفه في الْحِفظ؟ قال: لا، كُنَّا إذا سَأْلناه عن شيءٍ أجابنا بعد أيامٍ، وإن ألححنا عليه غَضِبَ، كانت له بادِرَة وَحْشَة (٥).

وقد قيل: إن سببَ خروج الخطيب من دِمَشْق إلى صُور أنه كان يختلف إليه صبيٌّ مليح، فتكلَّم فيه النَّاس، وبلغ ذلك أمير البلد، وكان رافضيًا متعَصِّبًا، فامر بقتله فشد منه (٦) بعضُ العَلَوية، وأشار على الأمير بإخراجه من البلد، فأمر بذلك، فذهب إلى صُور وأقام بها مُدَّة.

قال ابنُ السَّمْعَاني: خرج من دمشق في صَفَر سنةَ سبعٍ وخمسين


(١) في "معجم الأدباء":
تراها إذ حواها من رواها ... رياضًا تركها رأس الذنوب
(٢) في "معجم الأدباء": يوازي كتبه، وفي "طبقات الشافعية" للسبكي: ٤/ ٣٣ "عيثسها".
(٣) انظر "معجم الأدباء": ٤/ ٣٣ - ٣٤.
(٤) ما بين حاصرتبن من "سير أعلام النبلاء" ١٨/ ٢٧٨.
(٥) "معجم الأدباء": ٤/ ٢٧.
(٦) كذا في الأصل، ولم أر لها وجهًا، والذي يستفاد من الخبر أن الخطيب البغدادي دخل دار الشريف العلوي بإشارة من رئيس الحرس، فأشار الأمير العلوي بإخراجه من البلد وعظَّم قتله، انظر "معجم الأدباء": ٤/ ٣٤ - ٣٥، و"الوافي بالوفيات": ٧/ ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>