للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو نصر الغازي، وأبو سعدٍ أحمد بن محمد البغدادي، وأبو عبد الله الحسين الخَلَّال، وأبو بكر البَاغْبَان، وأبو عبد الله الدَّقَّاق، وجماعة كثيرة.

قال أبو زكريا يحيى بنُ عبد الوَهَّاب بن مَنْدَه: كان عمي سَيفًا على أهل البِدَع، وهو أكبر من أن يُثنيَ عليه مِثْلي، كان -والله- آمرًا بالمعروف، ناهيًا عن المنكر، وفي الغدوّ والآصال ذاكرًا، ولنفسه في المصالح قاهِرًا، أعقب الله مَنْ ذكره بالشر النَّدَامة، وكان عظيم الحِلْم، كثير العِلْم، قرأت عليه قَوْل شُعْبة: مَنْ كتبتُ عنه حديثًا فأنا له عَبْدٌ فقال: مَنْ كَتَبَ عني حديثًا فأنا له عبد.

وقال الدَّقَّاق في "رِسالته": أوَّل شيخٍ سمِعْتُ منه عبدُ الرَّحمن؛ فرزقَني الله ببركته وحُسْن نيته فَهْمَ الحديث، وكان جِذْعًا في أعين المُخَالفين، ولا يخاف في الله لومةَ لائم. قال: ووَصْفُه أكثر من أن يُحصى.

وذكر أبو بكر أحمد بن هبة الله اللوردجاني (١) أنه سمع أبا القاسم الزَّنْجَاني بمكَّة يقول: حَفِظَ الله الإِسلام برجلين: عبد الرحمن بن مَنْدَه، وعبد الله بن محمد الأنْصاري الهَرَوي.

وقال السَّمْعَاني: سمِعْتُ الحسن بن محمد بن الرِّضا العَلَوي يقول: سمعت خالي أبا طالب بن طَباطَبا يقول: كنت أَشْتِمُ أبدًا عبدَ الرَّحمن بنَ مَنْدَه، فرأيتُ عمر رضي الله عنه [في المنام] (٢) ويده في


(١) في الأصل: اللوذرجاني، وهو تصحيف. ولوردجان: من ناحية كور الأهواز. انظر "معجم البلدان": ٥/ ٢٥.
(٢) ما بين حاصرتين ساقط في الأصل، والمثبت من "تذكرة الحفاظ": ٣/ ١١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>