ولد في شَعْبَان سنةَ اثنتين وعشرين وأربع مئة بعُكْبَرَا، وقيل: سنة إحدى وعشرين.
وسمع بُشْرَى بن عبد الله الفَاتِنِي، وعبيد الله بن عمر بن شاهين، وأبا طالب بن غَيلان، وأبا الطَّيِّب الطَّبَري، وأحمد بن محمد العَتِيقي، وعبد الصَّمد بن محمد بن مكرم، وخَلْقًا ببغداد، وأبا القاسم الحِنَّائي وطبقته بدمشق، وأحمد بن القاسم بن ميمون المِصْري بمصر، وسمع بما وراء النَّهْر وخُرَاسان والجبَال والجزيرة، والسَّواحل.
حدَّث عنه: الخطيبُ -وهو من شيوخه- والفقيه نَصْر المَقْدسي، وشجاع الذُّهْلي، والحُمَيدي، وأبو محمد الحسن بن أحمد السَّمَرْقَنْدي، ومحمد بن عبد الواحد الدَّقَّاق، وأبو علي محمد بن محمد بن المهدي، وأبو القاسم إسماعيل بن السَّمَرْقَنْدي، وآخرون.
ذكره ابنُ الدَّبَّاغ في الطبقة العاشرة من الحُفَّاظ.
وقال ابنُ طاهر: سمِعْتُ أبا إسحاق الحَبَّال يمدَحُ أبا نَصْرٍ بن ماكولا، ويُثني عليه، ويقول: دخل مصْرَ في زِيِّ الكَتَبَة فلم نرفع به رأسًا، فلما عرفناه رأيناه من العُلَماء بهذا الشَّأْن (١).
وقال السَّمْعَاني: كان ابنُ ماكُولا لبيبًا، عالمًا، عارفًا، حافظًا، تَرَشَّح للحِفْظ، حتى كان يقال له: الخطيب الثَّاني، وكان نَحْويًّا مجوِّدًا، وشاعرًا مبرِّزًا، جَزْلَ الشِّعْر، فَصيحَ العِبارة، صحيحَ النَّقْل، ما كان في البَغْدَاديين في زمانه مِثْلَه، طاف الدُّنيا، وأقام ببغداد.