للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحافظ أبو جعفر محمدُ بنُ أبي علي الهَمَذَاني: ما رأيتُ في تلك الدِّيار أحفظَ من أبي الفِتْيان، لا بل في الدُّنيا كلِّها، كان كتَّابًا جَوَّالًا، دارَ الدُّنيا في طَلَب الحديث، لقيتُه بمكَّة، ورأيت الشُّيوخ يُثنون عليه، ويُحْسِنُون القَوْلَ فيه، ثم لقِيتُه بجُرْجَان، وصار من إخواننا.

وقال خُزَيمة بن عليّ المَرْوزي الأديب: سَقَطَتْ أصابعُ عمر الرَّوَّاسي في الرِّحلة من شدَّة البَرْد.

وقال عبد الغافر بن إسماعيل: عمر الرَّوَّاسي مَشْهور، عارف بطُرُق الحديث، كَتَبَ الكثير، وجمع الأبواب، وصنَّف، وكان سريعَ الكِتابة، وكان على سيرة السَّلَف، مُقِلًا مُعِيلًا خرج من نيسابور إلى طُوس، فأكرمه الغزالي، وأنزله عنده، وقرأ عليه "الصَّحيح" ثم شرحه (١).

وذكر الدَّقَّاق في "رسالته" أنَّه حَدَّث بطُوس "بصحيح مُسْلم" من غير أصله. قال: وهذا أقبح شيء عند المحدِّثين.

قال الرَّوَّاسي: أُريد أن أخرج إلى مَرْو وسَرخَس على طريقي، وقد قيل إنها مقبرة العِلْم، فلا أدري كيف يكون حالي بها، فمات بها في ربيع الآخر سنة ثلاث وخمس مئة.

والرَّوَّاسي نسبة إلى بيع الرؤوس.

وفيها: ماتَ مُسْنِد أَصْبَهان أبو سَعْدٍ محمد بن محمد بن أحمد بن سَنْدة (٢) المطرِّز، وله اثنتان وتسعون سنة.


(١) كذا في الأصل، وإخالها "سرَّحه" كما قرأها المعلمي اليماني في "تذكرة الحفاظ": ٤/ ١٢٣٩.
(٢) في "تذكرة الحفاظ": ٤/ ١٢٣٩ "سيده" وهو تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>