قال أبو مسعود عبد الرَّحيم الحَاجي: سمِعْتُ ابنَ طاهر يقول: بُلْتُ الدَّم في طلب الحديث مَرَّتين: مرةً ببغداد، ومرة بمكَّة، كنت أمشي حافيًا في الحَرِّ فلحِقَني ذلك، وما ركِبْتُ دابَّة قَطُّ في طب الحديث، وكنت أحمل كُتُبي على ظهري، وما سألت في حال الطَّلَب أحدًا، كنتُ أعيش على ما يأتي.
وقيل: كان يمشي دائمًا في اليَوْم واللَّيلة عشرين فَرْسخًا، كان قادرًا على ذلك.
وقال ابنُ عساكر: سمعْتُ إسماعيل بن محمد الحافظ يقول: أحفظ مَنْ رأيتُ محمد بن طاهر.
وقال أبو زكريا بن مَنْدَه: كان ابنُ طاهر أحدَ الحُفَّاظ، حسنَ الاعتقاد، جميل الطَّريقة، صَدُوقًا، عالمًا بالصَّحيح والسَّقيم، كثير التَّصانيف، لازمًا للأثر.
وقال شِيرويه: سكن هَمَذَان، وبنى بها دارًا، وكان ثِقة حافِظًا، عالمًا بالصَّحيح والسَّقيم، حَسَنَ المعرفة بالرِّجال والمتون، كثير التَّصَانيف، جَيِّدَ الخَطِّ، لازمًا للأثر، بعيدأ من الفُضُول والتَّعصُّب، خفيف الرُّوح، قوي السَّير في السَّفَر.
وقال السِّلَفي: سمِعْتُ ابنَ طاهر يقول: كتبت "الصَّحيحين"، و"سنن أبي داود" سَبْع مَرات بالأُجرة، و"سنن ابن ماجه" عشر مرات بالرَّي.
وقال السَّمْعَاني: سألت أبا الحسن الكَرْجي الفَقِيه عن ابن طاهر فقال: ما كان على وَجْه الأرض له نظير، وكان داودي المَذْهب، قال