وقال ابنُ ناصر: كان فَهِمًا عالمًا، متعفِّفًا مع فَقْره، وكان يذهب إلى أَنَّ المناولة كالسَّمَاع.
وقال السِّلَفي: كان من أعيان عُلَماء الإسلام بمدينة السَّلام، متصرفًا في فنون من العلوم أدبًا ونَحْوًا ومَعْرفةً بالإنساب، وكان داوديَّ المذهب، قُرَشى النَّسب، كتبَ عني وكتبتُ عنه.
وقال ابنُ نُقْطة: هو إمام حافِظ، متقِن، عالم بالحديث واللُّغَة، من أهل الطاهر، حدَّثني أحمد بن أبي بكر بن البَنْدَنيجي قال: لما مات أبو عامر العَبْدَري قال أبو الفَضْل بنُ ناصر الحافظ حين دُفِن: خَلا لك الجوُّ فَبِيضي واصْفِرِي (١)، مات أبو عامر حافظُ أحاديث رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَمَنْ شاء فَلْيَقلْ ما شاء.
وقال ابنُ عساكر: كان داوديًّا، وكان أحفظَ شيخٍ لَقِيتُه.
ثم إنه حَطَّ عليه، وحكى عنه أشياء لا تَثْبُت عنه، وذكر عنه أَنَّه قال: لقد عَلِمْتُ من عِلْم الحديث ما لم يعْلَمْه غيري ممن تقدَّم، وإني لأعلم من "صحيح" البخاري ومُسْلم ما لم يعلماه.
ثم قال ابنُ عساكر: كان بَشِعَ الصُّورة، زَرِيَّ اللِّباس.
وقال أبو سَعْد السَّمْعَاني: هو حافِظ مبرِّزٌ في صَنْعة الحديث، داوديَّ المَذْهب، نسخَ الكثير، وكان يسمع وينسخ.
وقال ابنُ ناصر: كان يتحدَّث وقتَ السَّمَاع ويقول: يكفيني حضورُ المجلس. ومَذْهَبُه في القُرْآن مذهبُ سُوءٍ.
(١) في الأصل: خلا لك البر، وهو وهم، انظر "مجمع الأمثال": ١/ ٢٣٩.